أندية الدرجة الأولى تحاول ضرب اللاعبين المحليين

أندية الدرجة الأولى تحاول ضرب اللاعبين المحليين

بحجة «الحد من رواتب اللاعبين المحليين» تطالب أندية كرة السلة اللبنانية بإشراك ثلاثة لاعبين أجانب على أرض الملعب الموسم المقبل.

ليس دفاعاً عن اللاعبين المحليين الذين ما عاد كثيرون منهم «يخجلون» لكن طلب الأندية ليس منطقياً على الاطلاق وبمثابة طرح ارتجالي وانفعالي غير مدروس، ويكفي أنه يأتي تحت شعار «فلنجرب ونرَ» أما الطامة الكبرى وهي «السمفونية» التي باتت بعض الأندية ترددها بلزوم وغير لزوم وبسبب ومن دون سبب وهي التهديد بالانسحاب.

لقد كانت اللعبة دائماً قائمة على الأجانب وقدراتهم ومدى تقديماتهم فماذا سيحصل حين تصبح 60% من التشكيلة الاساسية للفرق من عناصر لا يمكنها تمثيل المنتخب الوطني. بالطبع المدربون لن يفكروا مجدداً إلا بالتشكيلة الأفضل لديه بحسب ما يسمح له القانون وهذا ما كان المدربان غسان سركيس وفؤاد ابو شقرا يفعلانه في بطولات الأندية العربية وفي دورات دبي لأن أحداً لا ينتبه الى التشكيلة بل يلتفت الى الفريق الذي رفع اللقب. وهكذا سيصبح الحال في الدوري.

يكفي ما فعله نادي «الحكمة» عندما «خدع» مسؤولوه مجتمع كرة السلة باللاعب الجوهرة جوليان خزوع فتم غض النظر عن دخوله الى اسرائيل كرمى لعيون المنتخب وضم لاعب ارتكاز فذ وحتى الآن لم يستفد من هذا اللاعب سوى النادي الأخضر. وهناك من يجزم أنه لن يلعب للمنتخب لا حاضراً ولا مستقبلاً تارة لأسباب شخصية وطوراً لأسباب قانونية.

تخيلوا مثلاً تشكيلة الحكمة مع ثلاثة لاعبين أجانب ومعهم جوليان خزوع وفادي الخطيب... اين «الحكمة «من هذه التشكيلة؟ وماذا سيستفيد المنتخب الوطني من فريق قدم للمنتخبات في العصور الماضية أفضل لاعبيه؟ وهنا لا بد من الاشارة الى أن «الحكمة» يشارك منذ سنوات في بطولات الفئات العمرية مشاركة خجولة وبرفع عتب.

على المقلب الآخر، فلنتخيل تشكيلة «الرياضي» مع ثلاثة لاعبين أجانب ومعهم اسماعيل أحمد الحاصل على الجنسية اللبنانية. وإذا حصل ذلك فهل يعقل دفن مواهب أمثال أمير سعود ووائل عرقجي بعدما أخذ هؤلاء دورهم في الموسم الماضي وعوضوا غياب الاساسيين.

إن دولا آسيوية مرموقة تتفوق على لبنان بأشواط من حيث الامكانات لم تقدم على هذه الخطوة بل تعزز قيمة اللاعب المحلي وتسعى الى ثقله، وعلى سبيل المثال في اليابان وكوريا الجنوبية، ثمة قوانين تلزم الأندية على عدم إشراك أجانب في الربعين الأول والأخير، أو تحصر المشاركة بلاعب واحد.

حكماً هناك حلول كثيرة أفضل من طرح الأجانب الثلاثة على أرض الملعب وبالإذن من الصديق جاسم قانصوه والذين يسيرون خلفه.. لا نريد حتى تجربة هذا الطرح وفي الوقت نفسه نحن ضد الرواتب المرتفعة للاعبين المحليين.. فمع احترامنا للجميع ليس هناك سوى فادي الخطيب واحد وحتى هذا الأخير سيجد نفسه يوماً ما مرغماً على تخفيض راتبه لأنه تقدم في السن.

صحيح أن رئيس الاتحاد وليد نصار اتخذ موقفاً مشرفاً بقوله «لن أمشي بهذا الطرح على قطع رقبتي» لكن لا بد من استكمال هذا الموقف بتقديم حلول وطروحات بديلة وتقريب وجهة النظر بين الأندية وفتح صفحة جديدة معها والكف عن ضربها بعضها ببعض عبر مواقف متناقضة. يسمع هذا النادي كلاماً معيناً ثم يسمع النادي الآخر النقيض تماماً.

الجميع يعلم أن لدينا مشاكل كبيرة في نقطة الارتكاز. والمشاكل سببها التكوين البيولوجي إذ نادراً ما تنتج أمهاتنا لبنانيين أباً عن جد من طول فارع. والجميع يعلم أن القانون الدولي لا يعتبر اللاعب مجنساً اذا حصل على جواز السفر قبل بلوغه سن الرابعة عشرة.

وهنا لماذا لا تعمد هذه الأندية الساعية الى استقدام لاعب أجنبي ثالث الى تبني ناشئ دون الستة عشر عاماً يمكن أن تستفيد منهم المنتخبات والأندية ويضمنون جيلاً مميزاً من لاعبي الارتكاز.

قانصوه

ليس جاسم قانصوه صاحب مشروع الأجانب الثلاثة ولا يجوز تصويره على أنه يريد تدمير المنتخبات، كل ما هنالك أن الرجل يتحدث من غصة من الصعب أن يشعرها غيره. قد يكون صاحب النادي الوحيد الذي يعمل في الرياضة وحريصا عليها لأن توقفها يعني القضاء على رزقه وعلى أرزاق عائلات.

من يعمل في الرياضة لأجل الرياضة يختلف عن الأحزاب والسياسيين الذين يأتون الى كرة السلة قبل الانتخابات ويتخلون عنها ما دام الموعد مجمداً الى أجل غير مسمى.

وجهة نظر رئيس نادي «هوبس» تستحق المناقشة وتستحق الاستماع لأنها تمتد الى أبعد من الأجانب الثلاثة ولا بد من عدم تقظيم ما قاله وحصره بهذا الطرح.

يعرض قانصوه رؤية شاملة لأزمة كرة السلة، ويدعو ايضاً الى لاعب أجنبي في الدرجة الثانية للرجال ولا ينكر مطالب اللاعبين المحقة لكنه يحمّل مسؤولية أجور وعقود اللاعبين الى إدارات النوادي من جهة واللجان الادارية للاتحادات المتعاقبة التي لم تسع لإيجاد أرضية متينة وصلبة للعبة.

ويرى «ابو عاصم «أن الافكار المطروحة لمعالجة المشاكل غالباً ما تكون سليمة لكن التطبيق خاطئ، مثل لائحة النخبة، ولجنة إدارة البطولة وغيرها لأن القطاع الرياضي لا يزال غير مبنياً على أسس صلبة وسليمة.

وبرغم كل ما حصل من تقدم يجزم قانصوه بأن الاموال لن تكون موجودة في سوق كرة السلة مثل السنوات السابقة، مع أن المنافسة في الموسم الماضي بلغت ذروتها، لأن موازنات النوادي تخطت المعقول لم تستكمل البطولة في أجواء طبيعية وختامها لم يكن صحياً.

ويقول إن ثمة مشكلة في البنيان الأساسي يجب معالجته بطريقة شاملة وليس بعلاجات موضوعية ينتهي مفعولها في منتصف الموسم «صحيح ان بطولة الدرجة الاولى للرجال أصبحت أكبر من الجميع لكنها كبرت في شكل خاطئ ولم يعد أحد قادراً على السيطرة عليها».

ويدعو قانصوه الى أرضية صحيحة في بطولات الدرجات الاولى والثانية والثالثة والرابعة والفئات العمرية حتى نتجنب ما تعرض له منتخب الفئات العمرية أمام منتخب اسبانيا «هل يعقل ان اللاعبين الناشئين في المنتخب لم يلعبوا أي مباراة»!
ويعرج على المشروع مشيراً الى أنه لا يضر بالمنتخب ويرفع المستوى الفني ويريح الناقل الرسمي للمباريات من خلال رفع مستوى المنافسة في المباريات، وأضاف «هذه تجربة يجب ان نمر بها ونجربها، لاعبو المنتخب موجودون في ناديين أو ثلاثة وغالبيتهم يجلسون على الاحتياط» رئيس هوبس لم ينف تضرر النادي الرياضي من المشروع لارتباطه بعقود طويلة مع لاعبين محليين، حيث قال: «أتفهم موقف النادي الرياضي لكن أنا ضد أن يجلس اللاعب على مقاعد الاحتياط ولا يلعب». واعتبر انه مع عدم وجود قانون يشرع الاحتراف ويضع ضوابط وعقوبات للمخالفين من المستحيل ضبط الإنفاق.

سليم عواضة | السفير

  • » Home
  • » Sports
  • » أندية الدرجة الأولى تحاول ضرب اللاعبين المحليين

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop