السلّة اللبنانية بين التأجيل والتهديد

السلّة اللبنانية بين التأجيل والتهديد

تعيش كرة السلّة انفصاماً حاداً ومستمراً في الشخصية، فبعدما وُصف نهائي البطولة بالحلم، كونه يجمع بين أعرق ناديَين، وهما الحكمة والرياضي اللذين أمتعا المشجّعين بمستويات فنّية راقية، سقطت اللعبة في اليومين الأخيرين أخلاقيّاً وإدارياً بعد فشل كافة الأفرقاء في إظهار حسّ المسؤولية والروح الرياضية المطلوبَين في هذه المرحلة.

فالمباريات الأربع من السلسلة النهائية لم تسلَم، ولسوء الحظ، من الإشكالات والتهديدات والمناكفات، لتنفجر أمس الأوّل إثر أعمال العنف التي دارت بعد نهاية المباراة الرابعة في غزير، إثر تضاربٍ بين بعض لاعبي الرياضي وبعض مشجّعي الحكمة على خلفية تسجيل ديواريك سبنسر سلّةً في الثانية الأخيرة من دون احترام مبدأ اللعب النظيف.

لكنّ اتّحاد اللعبة الذي اجتمع أمس في جلسة ماراتونية دامت لنحو سبع ساعات، لم يصدر عنه أيّ مقرّرات حاسمة، ويبدو أنّ الانقسام انتقل حتى بين أعضاء الإتحاد، لا سيّما لناحية تحميل المسؤوليات والمسبّبين بالإشكال الذي حصل أمس الأوّل.

وكان الإتحاد قد دعا الناديين لاجتماع في مقرّ الإتحاد، حضرَه فقط ممثلون عن النادي الرياضي، وهم رئيسه هشام جارودي ونجله تمام، بالإضافة الى مدير الفريق مازن طباره، وأكّد فيه الجارودي على احترامه أيّ قرار يتّخذه الاتّحاد بشأن استكمال البطولة من دون جمهور، بيدَ أنّ معلومات خاصة لـ»الجمهورية» أكّدت رفض الرياضي إيقاف إسماعيل أحمد تحت طائلة الإنسحاب من البطولة، فيما يهدّد الحكمة بالانسحاب ما لم يوقَف سُمعة واثنان من زملائه.

واكتفى اتّحاد اللعبة بإرجاء مباراة اليوم في المنارة إلى يوم السبت، وتأليف لجنة من الخبراء لدراسة أشرطة الفيديو المعنية بالإشكال بطريقة علمية، والدعوة إلى جلسة اليوم أو غداً لاتّخاذ قرارات في ضوء ما يقدَّم.

والمفاجئ أنّ كلّ السيناريوهات التي حُكِيت قبل الجلسة وأثناءَها حول إمكانية اتّخاذ قرارات بنقل المباريات الثلاث المتبقّية إلى ملعب محايد ومن دون جمهور، لم يأتِ الاتّحاد على ذكر أيّ منها.

الحنّاوي: لإكمال النهائي من دون جمهور

وبرزَ في المقابل موقف لافت لوزير الشباب والرياضة العميد عبدالمطلب حنّاوي، الذي قال إنّ على الإتحاد متابعة المباريات المتبقّية من دون جمهور في ملعب كلّ فريق بحسب النظام المعتمد. كما قال: «ممنوع إيقاف أيّ لاعب، ويعوّض عن ذلك بغرامات ماليّة».

الحكمة: إمّا إيقاف اللاعبين وإمّا الانسحاب

وأبدى أمين سرّ نادي الحكمة جوزيف عبدالمسيح إمتعاضه من فشل الإتحاد في إصدار قرارات جريئة، وقال: موقف نادي الحكمة واضح، ولا مساومة حاليّاً، وهو في إيقاف ثلاثة لاعبين في الرياضي، وهم جان عبدالنور وإسماعيل أحمد وروي سماحة، ولثلاث مباريات لاعتدائهم على أحد المشجّعين. لقد سكتنا طويلاً من أجل أن تستمر البطولة ولا نشكّل عائقاً أمامها، لكن اليوم لن نسمح بذلك، وموقفنا واضح، وهو ضرورة إيقاف اللاعبين الثلاثة بحسب القانون.

بيان للرياضي

أصدر النادي الرياضي بياناً جاء فيه: «صدر على صفحات التواصل الاجتماعي من اشخاص يزعمون أنّهم من انصار النادي الرياضي بعض الأفكار والآراء الطائفية البغيضة التي لا تعبّر إلّا عن نفسية اصحابها، فالنادي معروف منذ تأسيسه بمبادئه وأخلاقه. ولكن سرعان ما تمّ احتواء هذه الآراء وتمّ إزالتها عن صفحة التواصل الاجتماعي التابعة للنادي الرياضي، كما تمّ اتّخاذ مجموعة من العقوبات بحقّ القيّمين عليها».

بيانان للقوّات والمستقبل

لفتَ قطاع الرياضة في القوات اللبنانية الى ضرورة أن تكون مصلحة كرة السلة فوق كلّ الإعتبارات الأخرى، وأن يتحمّل الجميع مسؤولياته في هذا الظرف الدقيق والحفاظ على حقوق الأندية التي تعبَت وعانت ودفعت مبالغ طائلة من أجل إحراز اللقب.

وأسفَ القطاع للإشكال الذي رافق مباراة الحكمة مع الرياضي، معتبراً أنّ جمهور نادي الحكمة عكسَ صورة حضارية طوال فترة اللقاء، وهو لا يتحمّل مسؤولية الإشكال، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل وشفّاف، وأثنى القطاع على المواقف التي صدرت ودعت الى الحكمة والتعقّل لإيصال البطولة الى خاتمتها السعيدة.

بدوره اعتبرَ قطاع الرياضة في تيار المستقبل، في بيان، أنّ «ما جرى في المباراة بين الحكمة والرياضي، يجب أن لا يتعدّى إطاره»، داعياً «الدولة، وتحديداً لجنة الشباب والرياضة، الى القيام بعملها عبر سَنّ قوانين تحاسب كلّ من تُسوّل له نفسه الإخلال بأمن الملاعب كما يحصل في معظم دول العالم».

  • » Home
  • » Sports
  • » السلّة اللبنانية بين التأجيل والتهديد

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop