الحقيقة الكاملة لرحيل جوليان خزّوع عن الحكمة؟!

في موسم 2012-2013، سعى فريق الحكمة لبناء فريق الاحلام بتوجهيات رجل الاعمال وديع العبسي، والذي اوكل للمدرب فؤاد أبو شقرا هذه المهمة، متسلحاً بدعم العبسي.. طرق ابو شقرا باب النجم الاسترالي جوليان خزوع البالغ 211 سنتمتراً من الطول والمتحدر من اصول لبنانية. فتمكن من إقناع خزوع ووكيل اعماله دانيال مولدوفان بتوقيع عقد طويل الامد مع الحكمة في خطوة أثارت حسد معظم الاندية المنافسة بعدما عجزت عن التوقيع معه طوال سنوات سابقة.

من هو خزوع؟

كان يبلغ جوليان خزوع حينها 26 عاماً. والده هو عادل وقد توفي عندما كان خزوع في سن السادسة. اما والدته فهي أسترالية وكانت تعاني من المرض عندما جاء خزوع الى لبنان، قبل ان تفارق الحياة بعد خوضه مباراته الاولى مع الحكمة. خزوع هو الشقيق الاكبر في العائلة ولديه شقيق وشقيقة يصغرانه في السن ويعتبر المسؤول عنهما.

كان واضحاً ان خزوع لم يرث شيئا من الثقافة او العادات اللبنانية بسبب وفاة والده المبكر. لم يعرف شيئاً عن لبنان. يمكن القول انه أسترالي من اصول لبنانية ورثها عن والده الذي توفي قبل ان يستطيع تربيته او تعريفه على لبنان. لكنّ خزوع يتمتع بأخلاقيات كبيرة وهو لاعب محترف. كان هدفه من قدومه الى لبنان التأسيس لمستقبل جيد مع الحكمة وفي بلده الام. وبحسب "السواد الاعظم" من المتابعين، اعتبر خزوع مستقبل السلّة اللبانية وقيمة مضافة لا غنى عنها في فريق الحكمة.

من جاء بخزوع الى الحكمة؟

من دون ادنى شك انّ ابو شقرا قرّر إستقطاب خزوع لانّ وديع العبسي كان يدعم الحكمة. كذلك، فإنّ زياد عبس الذي شغل حينها منصب رئيس مجلس الأمناء لعب دورا حيويا مع ابو شقرا في تسجيل اللاعب بكشوفات الإتحاد. لكنّ الدور الاكبر والاهم وراء التعاقد مع خزوع يبقى للدكتورة فاديا بو داغر غصين والتي عملت بكدّ خلف الكواليس ومن دون اي فائدة شخصية سوى محبتها للبنان ونادي الحكمة. طلبها الوحيد كان الإهتمام بخزوع لانه شخص لطيف وإعادة لقب بطولة لبنان الى الحكمة.

مرحلة المشاكل

عاش جوليان خزوع كل مشاكل الحكمة وصراعاته. بعد وقت قصير من بداية موسمه الاول، عاش النادي الاخضر فوضى عارمة. اختبر خزوع هذه المرحلة بحذافيرها. ارجئت البطولة لشهر كامل قبل ان تلغى. وفي العام نفسه، اوقف الإتحاد الدولي لبنان عن المشاركات الخارجية.

انتخبت إدارة جديدة قبل موسم 2013-2014. لاسباب غير معروفة لاحد، لم تقم الإدارة اي خطوة لحماية احد ابرز لاعبيها الا وهو خزوع. وبدلا من ذلك، بدأت في دفعه رويدا رويدا للخروج من النادي. فسخ جوليان عقده بسبب تأخير في الدفع. ادّعت إدارة النادي بأنها حاولت الدفع له قبل يوم واحد من إنتهاء المهلة الزمنية. تجدر الإشارة الى انّ المدرب ابو شقرا اقترح بأن يدفع راتب خزوع قبل إنتهاء المهلة المنصوصة في العقد، إلا انّ طلبه رفض من الإدارة. كان مفاجئا للكثيرين ان تعمد إدارة النادي للإنتظار حتى اليوم الاخير من اجل دفع راتب لاعب مثل خزوع. لم يرَ كثيرون اي حجة منطقية للتفريط بخزوع.

تكتيكات مؤذية

في تلك الفترة، قالت إدارة النادي بانّ خزوع سافر وترك الحكمة. كما انها اشاعت اتهامات خاطئة بأنّ اشخاص معينين قاموا بتهريب خزوع لأذية الحكمة. من الواضح انّ الإدارة لجأت الى هذه التكتيكات من اجل إخفاء الحقيقة حول إخفاقها في الحفاظ على خزوع وخسارة القضية فعلياً في الـ BAT. والمؤسف اكثر، وبشكل يسيء الى إسم الحكمة، أرسل بعض المشجعين شتائم الى خزوع وعائلته، تضمنت رسائل مخزية على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب التجييش الذي قامت به إدارة النادي.

قرار المحكمة

طلب خزوع إستغنائه الدولي من الفيبا، والذي وافق على منحه إياه وأكدّ على حقه القانوني بفسخ عقده مع الحكمة بسبب التأخير في الدفع فرفعت الإدارة القضية الى الـ BAT. طلبت إدارة الحكمة بفسخ العقد مع خزوع وبتعويض قدره 371 الف دولار اميركي. لكنّ المحكمة حكمت بـ 40 ألف دولار فقط لصالح الحكمة، اي بنسبة 11 في المئة فقط من "التعويض" الذي طالبت به الإدارة. كما حكمت المحكمة بأن يعيد خزوع مبلغ 40 الف دولار الذي اعطي له كدفعة مسبقة من الحكمة، بالإضافة الى دفع مصاريف المحكمة.

في النهاية، خسر فريق الحكمة خزوع وعمليا كسب النادي مبلغ لا يتعدى الـ 40 ألف دولار. فأين مكسب الحكمة في كل ما حصل؟