طبيعة التحركات المقبلة التي قد ينفذها نادي "الحكمة"، ادارة وجمهوراً، متعلقة بالقرار الذي سيتخذه الاتحاد اللبناني لكرة السلة، على اثر الاشكال الذي وقع امس على ملعب المنارة بين "الرياضي" و"الحكمة".
فقد نفى رئيس رابطة جمهور "الحكمة" باتريك عون في اتصال مع "لبنان24" ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن دعوة للتظاهر امام مبنى الاتحاد للضغط على كل من وزير الشباب ورئيس الاتحاد للاستقالة، قائلاً:"اي تحرّك سيتمّ بالتنسيق مع ادارة النادي وسنعلن عنه بوضوح، غير انه حتى الساعة، ما زلنا ننتظر طبيعة الموقف الذي سيتخذه الاتحاد على اثر اجتماعه بعد ظهر اليوم".
وقد طالب رئيس نادي "الحكمة" نديم حكيم في اتصال مع "لبنان24" الاتحاد بتطبيق القانون وعدم التساهل في القرارات التي يأخذها او العودة عنها، معتبراً ان اشكال امس يحصل في كل الملاعب، وكان ليحلّ في ساعته لولا تدخل مشجعين من جمهور "الرياضي"، وضربهم للاعبي "الحكمة" بشكل غير مقبول.
واذ تساءل عن جدوى تفاقم هذا الاشكال، خصوصاً انه لم يكن ليغيّر في النتيجة او الترتيب (تقدم "الرياضي" على "الحكمة")، دعا الى عدم ادخال الطائفية واالسياسة في الرياضة، مشدداً على ضرورة التقيّد بالقوانين لمنع اي حوادث مماثلة، وتنفيس الاحتقان الذي اصاب الجمهور "الحكماوي" بعدما بات يشعر بالظلم والاجحاف.
من جهته، اكدّ رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة وليد نصار في اتصال مع "لبنان 24" ان "اجتماعاً سيعقد مساء اليوم للبحث في الاشكال واتخاذ القرارات المناسبة استنادا الى القانون، وربما تعقد جلسة اخرى غداً اذا ما دعت الحاجة الى ذلك".
وغمز نصار من قناة منتقدي الاتحاد والذين يحملونه مسؤولية ما آلت اليه اوضاع اللعبة بالقول:" لسنا مكسر عصا. الجميع قد يخطىء في مكان ما، لكن اخطاءنا صغيرة ونقوم بتصحيحها على وجه السرعة. لا نطلب من احد ان يدعم الاتحاد، فنحن ندعم انفسنا بأنفسنا، ومن يحب الرياضة و"قلبو عليها" فليتصرف بوعي ويكفّ عن اطلاق الاتهامات".
نصار اكدّ ان الاتحاد سيتجه الى فتح تحقيقات في الاشكال، محملاً مسؤولية وقوعه بالدرجة الاولى على لاعبي الفريقين، ومشيراً الى ان القانون سيطبق ايضاً على المخالفين من الجمهور.
وعلى خلفية الاشكال العنيف، أعلن وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي منع الجمهور من دخول الملاعب كليًا، حتى انتهاء دوري كرة السلة.
وفي هذا السياق، لا يرى حكيم في منع الجمهور من حضور المباريات قرارا صائباً، اذ ان "الاندية تدفع اموالا طائلة على اللعبة، وليس من المقبول حرمان بقية الاندية من متابعة المباريات".
برأي عون ايضاً، فحرمان الجمهور من الحضور هو بمثابة الهروب الى الامام، متسائلاً:" الا تستطيع القوى الامنية ضبط الجماهير؟ ولماذا لا تقدر على فرض النظام حين يكون جمهور "الرياضي" متواجداً؟"
واذ يعوّل عون على وعي الاتحاد لاتخاذ قرارات صائبة وعلى رأسها تنفيذ عقوبات صارمة بحق المخالفين، ومن بينهم الاشخاص من الجمهور، يؤكد "اننا نملك صوراً تظهر بوضوح من قام بالاعتداء، وفي حال لم تتم معاقبتهم فقد نلجأ الى رفع دعاوى بارتكاب جرم".
بدوره، يعتبر رئيس الاتحاد ان "الباسكيتبول من دون جمهور لا طعم له"، معتبراً انه لا يجوز حرمان جماهير كل الاندية من متابعة هذه الرياضة الرائعة.
اذاً، يبدو ان كل الاطراف متفقة على حق الجماهير في متابعة المباريات، وعلى ابعاد الطائفية والسياسة عن الملاعب. الا ان الصورة المستقبلية لا تزال حتى الساعة ضبابية، في انتظار ما ستؤول اليه التحقيقات وقرارات الاتحاد. لكن الواضح ان الرياضة في لبنان ليست بألف خير، بل لعلها لم تعد مطابقة للمواصفات المطلوبة في قطاع، اساسه التحلي بروح رياضية واخلاقيات عالية.
("لبنان 24")