معاناة الرجال في سنة أولى زواج

معاناة الرجال في سنة أولى زواج

سينتيا سركيس

إن صحّت المقولة بأنّ "الطريق الأقرب إلى قلب الرجل هي بطنه"، عندها فعلى الحب السلام، ذاك أن "عروساتنا" بتن في وضع لا يحسدن عليه: أكثر من 25 عاما يقضينهن في منزل الاهل، لا تطأ ارجلهن عتبة المطبخ إلا لتعبئة البطون، وإذ بهن، بين ليلة وضحاها، أسيرات واقع جديد: زوج جائع، ومعدة خاوية، فهيّا إلى المطبخ!

لكثرة "الاعاجيب" التي تحدثها الفتيات المتزوجات حديثا في المطبخ، تكثر الحكايات والطرائف، وغالبا ما تسمعها من الزوج الذي ذاق "المرّ" بكلّ ما للكلمة من معنى في الفترة الأولى من الزواج. فبعضهن لا يروق لهنّ التكلم عن إخفاقاتهنّ، فيما ترى بعضا آخر يروي على مسمعك اقاصيص مضحكة حتى البكاء، وقد يكون البكاء على حال المسكين الذي "تُجرّب طبخاتها فيه"، خصوصا في السنة الأولى.

فَرِحَ طوني كثيرا عندما وصل إلى المنزل ووجد "طنجرة" من الفاصولياء العريضة البيضاء التي يحبّها كثيرا، خصوصا ان عروسته تعلّمت كيفية تحضيرها من والدته. لكثرة ما أحبّ طعمها، ملأ بطنه بثلاثة صحون منها. إلا ان سعادته لم تدم طويلا، إذ أنه عانى طوال الليل من آلام حادة في المعدة، ليكتشف لاحقا أن السبب في ذلك يعود إلى أن زوجته فاتها وجوب ان تغسل الحبوب بعد الانتهاء من تسخينها.

في المقابل، تكاد زوجة وسام لا تميّز كثيرا النعناع من البقدونس، والكوسى من الباذنجان، غير ان ما تقدّم يبدو سهلا امام ما فعلته بجاط الفتوش. ففي أحد الايام، ارسلت لها حماتها جاطا من الفتوش اعدته بنفسها، وبدلا من ان تضيف الزوجة قليلا من "السمّاق"، اختلطت عليها الامور، واضافت الحرّ بدلا منه. لست اكيدة مما إذا كان الشبه كبيرا بين الاثنين، الا أن وسام استهلك في تلك الليلة "غالون لبن".

قصّة ايلي مع "الأخطاء المطبخيّة للزوجة" تبدو مشابهة قليلاً، فهو فوجئ بحبات من الأرز في التبولة، بعدما اخطأت زوجته بين الأرز والبرغل. وأكثر... فقد وعدته في أحد الايام بأنّها ستحضر له "اللوبية" على الغداء بعدما تعلّمت الطريقة من والدتها، ولدى عودته وجد طبخة من "البامية". هي لم تنس ما وعدته به، غير انها ظنّت أن "اللوبية هيك شكلها".

لم ينس فريد حتى اليوم، الموقف الحرج الذي وضعته فيه زوجته قبل سنوات بسبب "الخيار واللبن"، فهو عرّج على المنزل لتناول الغداء قبل حضور اجتماع في الشركة التي يعمل فيها. كان الغداء يومها كبّة مع سلطة "خيار ولبن"، إلا ان المفاجأة كانت حينما ادرك بعد تناولها ان زوجته وبدل وضع حبة واحدة من الثوم، اختلطت عليها الامور فوضعت الحرص كاملا. شارك فريد يومها في الاجتماع غير أنه لم يتلفظ بكلمة.

وسام كان يدرك ان حبيبته لا تفقه في الطبخ شيئا غير أن ما لم يكن يعرفه عنها هو "مشكلة الذاكرة" التي تعاني منها. فهي تمكنت، وفي خلال أسبوع واحد، من حرق "3 ركاوي" وابريق شاي. هذا كان في سنة الزواج الأولى، أما اليوم فلم تعد تحصل هكذا حوادث، ليس لأنّها باتت أكثر انتباها، بل لأنّ صديقي اشترى "غازا ذكيا"، ينطفئ لوحده عندما يتلمّس نقصاً كبيراً في المياه الموضوعة على النار.

أما سعيد، الذي يفاخر ببراعة زوجته في فنّ الطبخ، دعانا في عيد زواجهما الاول لتناول طعام العشاء في منزلهما. كان الطعام لذيذاً، غير أنّ قالب الحلوى الذي أعدّته بنفسها احتفالاً بالمناسبة، نسف كلّ ما انجزته، بعدما وضعت ملحاً بدلاً من السكر. عيد زواج سعيد، لم يكن جدّ سعيد لسعيد، إنما جعلنا نضحك في ما تبقّى من الأمسية.

هي معاناة حقيقيّة للرجال المتزوّجين حديثاً، لا مفرّ منها في السنة الأولى من الزواج، غير أنّها قصص مضحكة، بشرط ألا يمتدّ "حريق الركوة" إلى "الغرف المجاورة"، فتصبح مبكيّة لا بل "مأساويّة".

  • » Home
  • » News
  • » معاناة الرجال في سنة أولى زواج

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop