هنادي دياب
أن تكون نجمَ "صفٍّ أوّل" هو أمر من الممكن أن ينعكس عليك سلبياً فيتحوّل إلى نقمة. ولكن أن تنتمي إلى قائمة "نجوم صفّ أوّل"، فعلّه أمر غالباً ما يكون، في الوقت نفسه، إيجابياً ليشكّل نعمة...
قبل الدخول في صلب الموضوع، من الضروري تحديد المقصود من "نجوم صفّ أوّل"، فالأمر يلتبس عند البعض. ليست قاعدة أن يكون نجوم الصفّ الأول هم الذين يقدّمون المادة الفنية، وتحديداً الغنائية، بأفضل وجه ممكن. فمنهم مَن يحصدون هذا التصنيف، على أساس الجماهيرية التي يتمتّعون بها ليس إلاّ.
يلجأ بعض نجوم الصفّ الأول، بين المغنّين، إلى اعتماد سياسة تقديم المادة الفنيّة، وخصوصاً لناحية كلمات أغنياتهم، غير المألوفة. فهم يعتبرون أنّ هذا الأسلوب من الأعمال الغنائيّة يَضْمَن إثارتهم جدلَ عددٍ من المستمعين، وهم ليسوا مخطئين. فتصبح كلمات أغنياتهم غير مألوفة، مع الوقت وسنة تلو الأخرى، مقترنة ببصمتهم التي لم يَعُدْ بإمكانهم الاستغناء عنها. ويصبح محبّوهم معتادين، إلى درجة التخدّر، على ما هو غير مألوف وغريب والذي غالباً ما يكون سلبيّاً، فينتظرونهم دائماً بغية سماع "الغريب". وإنْ امتنع النجوم عن هذا فسينالون نصيبهم من عتب محبيهم.
أمّا المغنون جديدو النشأة أو الذين لا ينتمون إلى قائمة "نجوم الصف الأول"، فإنْ أطلقوا عملاً يحوي غرابةً ويزعج مسامع بعض الناس أو قابلاً لإثارة الجدل بكل ارتياح، من حيث الكلام، فـ "بتقوم القيامة وما بتقعد"! ويصبح هؤلاء النجوم موضوع سخرية عند الناس أنفسهم عشاق الغرابة لدى "جماعة الصف الأول"، لأسابيع عدّة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى من قبل بعض الصحافيين الذين يشيدون عادةً بما تقدّمه "الجماعة الأولى" مما هو مثير للجدل.
معجبو نجوم الصفّ الأول يرحمون فحسب الأخيرين لغرابة الكلام في أغنياتهم التي لا تبرَّر أحياناً. ولكنّهم لن "يغفروا" أبداً لمقلّدي الصف "الأوائل"، مع العلم أننا لا ندافع هنا عن المقلّدين الذين يغنّون كلاماً هابطاً في غرابته تماماً مثل "الأوائل"، وفي وقت يجدر بهم أن يكون موقفهم من الجهتين مماثلاً.
وعلى سبيل المثال، في ما يتعلّق بالكلمات أو العبارات الهابطة بغرابتها، فمن التي ممكن أن تُذكَر: "وبتمنّى حتّى إرضيها، إتحوّل علبة شوكولا"، "قرّب عالطيّب"، "يقبرني"، "يُقْبُش"، "ينقبروا"، فزّ المنديل عن جسمها واستلقّيتو" وغيرها.