إحذروا سوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي

إحذروا سوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي

عند انطلاق فكرة وسائل التواصل الإجتماعية، كان الهدف منها الإبقاء على تواصل الأفراد مع بعضهم بعضاً بأقلّ تكلفة ممكنة، عبر الاستعانة بشبكة الإنترنت والاستغناء عن شبكات الهاتف التقليدية والمكالمات الصوتية، خصوصاً عند إجراء مخابرات دولية.على رغم الفوائد الكثيرة لوسائل التواصل الإجتماعية، وأهميتها في حياتنا المعاصرة، من النواحي الحياتية والشخصية والمهنية، ودورها في إعادة اتّصال الكثير من الأشخاص ببعضهم بعضاً، إلّا أنّ سوء استخدامها من البعض جعلَ منها وسائل تنتهِك الخصوصية والأدبيات، وتتعارَض مع التقاليد والعادات، حتى أنها أصبحت عند البعض وسيلة مراقبة وتجسّس على الآخرين.

إضافة الى ذلك، أطاحت وسائل التواصل تقاليد الأفراد وعاداتهم، وأضحَت أبرز وسائل المعايدة وتقديم العزاء والتهنئة. وحَدّ هذا الأمر بشكل كبير من زيارة الأشخاص لبعضهم في المناسبات. وهو على رغم خطورته، يقوم به الجميع، وأصبح يُعتبر أمراً عادياً، لا يستحقّ التوقّف عنده.

إنتهاك الخصوصية

أصبحت هذه الوسائل السبيل الأبرز للتواصل مع أي شخص، والتسبّب حتى بإزعاجه في بعض الأحيان. فكم من الأشخاص الذين لا نعرفهم حاولوا التواصل معنا، وفي بعض الأحيان بأسماء وشخصيات مزيّفة، بهدف الإيقاع بنا.

على سبيل المثال، يتّخذ البعض صفة امرأة ويضع صوراً مسروقة ومزيّفة للإقاع بأحد ما، والعكس أيضاً صحيح. من جهة أخرى، يراقب كثير من المستخدمين صفحات بعضهم على "فيسبوك"، بهدف الحصول على معلومات أو للتطفّل فقط، أو لتعزيز بعض التكهّنات والإستنتاجات.

والأمر نفسه ينطبق على تطبيق الدردشة "واتساب"، فكثير من المستخدمين يراقبون «Last seen» الآخرين، وحتى انهم أصبحوا يعتمدونه كدليل على حصول أمر ما جعلَ المستخدم يظهر أو يختفي في أوقات غير منطقية في عالم التواصل الإلكتروني. على سبيل المثال، مَن منّا لم يُسأل يوماً لماذا كنت «Last seen» في هذا الوقت أو ذاك؟ أو لماذا لم تردّ على رسالتي على رغم أنك ظهرت «Last seen» بعدها؟

بُعد وتواصل

أصبحت وسائل التواصل الإجتماعية في الوقت الحالي الشغل الشاغِل لجميع أفراد الأسرة، بحيث أصبح كل فرد مُنعزلاً عن الآخرين، مُمسكاً هاتفه بيده، ويعيش في عالمه الإفتراضي. وتمّ الإثبات علميّاً أنّ الإدمان أو الاستخدام المُفرط للأجهزة الذكية ومواقع التواصل وتطبيقاتها قد يؤدّي الى مشكلات نفسيّة لدى المستخدمين، من الممكن أن تؤثّر بشكل مباشر في حياتهم الإجتماعية الفعلية.

ووسائل التواصل الإجتماعي على أنواعها سيف ذو حدّين، لذا يجب استخدامها بالطريقة الصحيحة والاستفادة منها الى أقصى حدّ، مع الحفاظ على الأخلاقيات ومراعاة التقاليد، واحترام الخصوصيات، والابتعاد عن كلّ ما يمكن أن يُسيء الى المستخدمين الآخرين، كي لا تتحوّل من وسائل تواصل إجتماعية الى وسائل تواصل لحياة غير أخلاقية.

(شادي عواد ـ الجمهورية)

  • » Home
  • » News
  • » إحذروا سوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop