اللبنانيّون مفصومون... لغويّاً!!

اللبنانيّون مفصومون... لغويّاً!!

جيزيل نعيم

صباح الخير، مساء الخير، مرحباً، يعطيك العافية، الله معك... كلمات ومرادفات بسيطة كانت تلازم يوميات أجدادنا وآبائنا. تحولت اليوم الى عبارات جديدة تبدأ بالبونجور "Bonjour"، والـ"هاي" "Hi"، والـ"هيي" "Hey"، ولا تنتهي بالـ"هيللو" "Hello"...

لا يختلف اثنان على ان كل عصر له لغته، وتعابيره ومصطلحاته، وفي هذا السياق، يرى الاستاذ الجامعي في تقنيات اللغة العربية انطوان الحاج، في حديث إلى موقع الـmtv ان "اللغة كائن حيّ، يتغيّر ويتكيف مع العصور والأزمان، فلا جمود في اللغة ولا تحجّر، إنما دفق مستمر وكأنها نهر كبير لا شيء يوقف مجراه". ويضيف أن من "عبقرية اللغة أنها تبتدع تعابير وكلمات جديدة، وتحوّر في معاني كلمات معيّنة. وكذلك هي "تهضم" كلمات أجنبية وتدخلها في قاموسها، فتبقى بذلك مواكبة للعصر الذي تعيش فيه". ويلفت إلى أنه في الوقت نفسه "يجب ألا نبالغ في الركون إلى التخاطب بلغة أجنبية بين الناس، وذلك من باب التباهي أو الخجل من اللغة العربية. ولا شيء يمنع من أن يتقن المرء أكثر من لغة ويكون في الوقت نفسه متمكنا من لغته الأم".

من جهته، يرى مدقّق اللغة العربية في الـmtv، الدكتور معين رحّال، ان "اللبناني بطبعه يحبّ التأثر بالغرب وهذا الامر ليس بجديد، لا بل بدأ مع انشاء لبنان الكبير أي في بدايات الانتداب الفرنسي، وكانت تُحكى انتقاماً من اللغة التركية التي كان الناس يتداولونها بكثرة. ومع مرور الايّام واتقان اللغة الفرنسية بفضل المدارس والمعاهد، باتت بعض المناطق اللبنانية تُتقن تلك اللغة، ويتحاور أهلها بواسطتها في أحاديثهم الطويلة، لكنها كانت حكراً على طبقة وفئة معينتين من المجتمع كانتا الأكثر تأثراً بها. وهؤلاء موجودون ويتكاثرون من جيل الى جيل، ودخلت عليهم اليوم، فئة جديدة ممن يتكلمون اللغة الانكليزية التي باتت تستعمل بين الطلاب والتلامذة والاهل والاولاد، في الحوارات الطويلة والقصيرة".

يعتبر الدكتور رحّال، ان "الانفتاح أمر ايجابي انما التعامل بـ"عقدة نقص" تجاه الثقافة والحضارة الغربيتين، هو أمر سلبي وخصوصا ان القيم الغربية غير قابلة للتطبيق في مجتمعنا، ولا بد للتطور والانفتاح على الثقافة الغربية، انما حذار الوقوع في فخ التشبه بقيمهم فهي بعيدة كل البعد عنّا".

الثقافة واللّغة اللّتان نقتبسهما من الغرب أمر ايجابي يدلّ على الانفتاح وعدم التقوقع، لكن "لبنانيّتنا" يجب ان تبقى تاجاً على رؤوسنا نفخر بها، وكذلك قيمنا التي يجب ان تُلقّن كدروس في مدراس الثقافات الغربية، علّنا ننجح في الحفاظ على روح العائلة والمبادئ التي لا نزال نتغنى بها... ويتوق غيرنا للرجوع إليها بعد فشله في الحفاظ عليها...

  • » Home
  • » News
  • » اللبنانيّون مفصومون... لغويّاً!!

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop