هذا ما سيصيبكم إن أمطرت!

هذا ما سيصيبكم إن أمطرت!

كارلا ابي شهلا

في ظل العاصفة الرملية التي تضرب لبنان منذ مساء الاحد، من منكم لم يتمنَّ المطر؟ الأمطار التي قد تزيل الغبار من الجوّ وتُنعش الأنفاس. قد تكون هذه رغبة معظم اللبنانيين، ولكن هل تعلمون ما هي المصائب التي سيحملها الشتاء في ظل أزمة النفايات التي ما زالت من دون أي حلّ من أكثر من شهرين؟

سنتان على الأقلّ

على الصعيد البيئي، "لا شك أن وضع النفايات غير سليم وهو خطر داهم حتى قبل أن تمطر، فكيف لو أمطرت؟" يوضح الخبير في البيئة البروفيسور ويلسون رزق، ويضيف: "عندما تتساقط الأمطار، ستتسرّب من النفايات سوائل Lixiviat التي تنتج عن تفاعل النفايات مع بعضها أو مع المياه، كما أن النفايات ممتلئة بالرواسب السامة والكيميائية، فتلوّث المياه الجوفية كما السطحية".

ويشرح رزق لـ"لبنان 24"، أنه "على المنحدرات وسفوح الجبال، المياه السطحية ستغذّي الينابيع التي تروي الاراضي الزراعية، وبالتالي تتلوّث المحاصيل الزراعية"، ويتابع: "أما على الساحل، هناك خطر شرب المياه الجوفية".

ويؤكد البروفيسور رزق أنه "حتى في حال أزيلت النفايات، ستبقى ترسباتها، فإن تمّ حلّ هذه الازمة فورًا، تبقى التربة والمياه بحاجة لسنتين على الأقل كي تَسلَم، فيضمحل الخطر تدريجيًا، ليُرفع بعد حوالى السنتين".

هذا ما قد يصيبكم!

من الناحية الصحية، تشير أخصائية التغذية ناتالي عقيقي لـ"لبنان 24"، إلى أن "التلوث في الأرض والمياه والمزروعات، سيؤثر بشكل مباشر على الانسان، فالتسمم ينتج عن شرب مياه غير نظيفة أو عن تناول الاطعمة التي تم غسلها بمياه ملوّثة فتدخل البكتيريا والفيروسات إلى الطعام ومنها الى الجسم الذي سيتفاعل سلبًا".

وتضيف إن "من أبرز عوارض التسمم: الاسهال، التقيؤ، لعيان النفس، وجع بطن (crampes) وارتفاع في حرارة الجسم، بالاضافة إلى أن تناول المأكولات او المياه الملوثة قد يؤدي إلى الوفاة إن كانت مناعة الجسم ضعيفة ولم تتم المعالجة بشكل مناسب للقضاء على البكتيريا التي دخلته".

وتلفت إلى أن "أكثر المتأثرين بهذا الوضع هم بالطبع الاولاد وكبار السنّ إذ أن المناعة في أجسامهم تكون أقلّ من غيرهم، بالاضافة إلى كلّ شخص مريض أو يعاني من أي التهابات".

انسداد القنوات

في السياق ذاته، رأى خبير في الشركة الدولية اللبنانية للسلامة المرورية (LIRSA) في حديث لـ"لبنان 24"، أن "وزارة الأشغال والبلديات مقصّرة بالحالات الطبيعية وكلّ سنة نواجه الأزمات على الاوتوسترادات والطرق الجبلية كما الفرعية"، مضيفًا إن "لا عمل مسبقًا لتنظيف القنوات، فكيف سيكون الوضع السنة، فالنفايات تتراكم، ما يشكّل عاملًا إضافيًا لزيادة المخاطر على الطرق".

ويوضح أنه "عندما تُسدّ القنوات، يؤدي الى طوفان الطرق، وبالتالي إلى انزلاق المركبات وإلى حوادث سير بالاضافة إلى زحمة سير خانقة، كنّا قد شهدنا مثيلًا لها العام الماضي عند نفق المطار وعلى اوتوستراد ضبيه وجل الديب، وكلّ ذلك من دون النفايات".

كما أن مخلّفات النفايات التي ستتنقل على الطرق قد تشكل عائقًا أمام المركبات ما يرفع خطر الحوادث.

وفاة 24 شخصًا من كلّ 100 ألف لبناني

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كشفت في تقريرها لعام 2015، عن "موت 24 شخصًا من بين كلّ 100 ألف لبناني في السنة"، فكيف الحال مع أزمة النفايات التي ما زالت تتفاقم يومًا بعد يوم؟

إذًا، مصائب قوم عند قوم مصائب، فكارثةٌ إن لم تمطر.. وإن أمطرت الكارثة كارثتين، فيتلقى اللبناني من جديد الصاع صاعين.

  • » Home
  • » News
  • » هذا ما سيصيبكم إن أمطرت!

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop