جيسيكا حبشي
أحلامُ اليقظة باتت وُجهة اللّبنانيّين المفضّلة، هناك نَجِدُ لبنان "المدينة الفاضلة"، حيث كلّ الامور تسيرُ على خير ما يرام، حيث الطّرقات سالكة وآمنة ونظيفة، حيث الحكّام همّهم الوحيد سعادة المواطن، حيث الكهرباء 24/24 ولا اتصالات تنقطع بسبب سوء الطّقس، ولا ضرائب تُحصّل، والنمو الى ارتفاعٍ متزايدٍ، والاقتصاد في فورة،ٍ ورئيس الجمهوريّة اللّبنانية يحصدُ لقب "السياسيّ الاكثر تأثيراً في العالم"...
مهلاً، هل الحلمُ مسموحٌ أثناء الحلم؟ من المعلوم ألا قواعدَ في المنام، لذا، سأسمحُ لنفسي بأن أحلمَ برئيسٍ وأحدّد مواصفاته بعدما عجز المتحاورون عن الاتفاق عليها، سأَرسم شكلَه، أفصّل ثيابه، أفنّد شخصيّته، أكتب برنامجه، وأعلنه لكم!
أريدُ رئيساً وسيماً كرئيس وزراء كندا جاستن ترودو، تعلّق اللّبنانيّات صورته فوق أسرّتهنّ وتحلمُ بمواعدته وتتمنى زوجاً يُشبهه. رئيسٌ يخبر العالم عن جاذبيّة الرّجل الشّرقيّ.
أريدُ رئيساً متواضعاً كرئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا، يتبّرع بـ90 في المئة من راتبه الشّهري للفقراء، ويستضيفُ المشرّدين في القصر الجمهوري في بعبدا.
أريد رئيساً شجاعاً كرئيس الحكومة اليونانيّة أليكسيس تسيبراس، يصرّح من دون خوفٍ بأنّ لبنان كان "حقل تجاربٍ للشّرق الاوسط والعالم"، ويرفض "ارتداء ربطة عنقٍ قبل إلغاء الدّيون".
أريد رئيساً معتدلاً كالرّئيس المصري عبد الفتاّح السّيسي، يكافح الارهاب في الدّاخل وعند الحدود، ويثور ضدّ التطرّف والخطاب المتعصّب، ويضع بَلده على السّكة الاقتصادّية الصّحيحة.
أريد رئيساً ذكيّاً وقويّاً كالرّئيس الروسي فلاديمير بوتين، يلعبُ بالسياسة بحنكةٍ ودهاءٍ، ويحقّق الانتصار تلوَ الاخر أثناء ممارسة واحدة من هواياته المفضّلة والكثيرة.
أريد رئيساً نشيطاً وقائداً واقتصاديّاً كأنغيلا ميركل يكون لولب الشرق الاوسط، كما تقود "أقوى إمراة في العالم" أوروبا وترسمُ مستقبلها، وتعرفُ متى تفتح ومتى تغلق أبواب بلدها.
في الختام، أريدُ رئيساً إنسانيّاً وكريماً وواعداً ووافياً ومبادراً كنائب رئيس دولة الامارات وحاكم دبي الشّيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعمل ليلاً نهاراً ليكون لبنان منارةً للتطوّر والرقيّ، يَعدُ اللّبنانيّين ويفي بوعوده، يُطلق المبادرات، يُكثر العطاءات، يَنهضُ بلبنان إقتصاديًا، ويرتقي به الى مصافِ العالميّة.
بالمختصر المفيد هذا هو رئيسي... ماذا عن رئيسكم؟