حسابات البواحير أُنجزت: أي طقس ينتظرنا؟

حسابات البواحير أُنجزت: أي طقس ينتظرنا؟

ربيكا سليمان

بالنسبة إلى خبراء الطقس الذين يتوخون العلم لمعرفة الأحوال الجويّة، لا يمكن "التوقع"، وإصابة الحقيقة، إلا لأربعة أو خمسة أيام. إلا أنّ القرويين اعتادوا أن يتنبأوا بما ستحمله فصول العام وأشهره من حرّ وبرد، عبر حسابات يجرونها في أيلول. إنها البواحير، والتي لا تزال حاضرة، وإن بوتيرة أخفّ من الماضي، في عصر الانترنت والـ"سوشيل ميديا".

وتقسم البواحير إلى قسمين: غربية وشرقية (بحسب التقويمين المسيحيين الشرقي والغربي). وإذا كانت البواحير الغربية تبدأ في ليلة 13- 14 أيلول، أي عيد الصليب، وتنتهي ليلة 25- 26 أيلول، فإن هذه العملية الحسابية بحسب التقويم الشرقي تبدأ في 26- 27 أيلول وتنتهي في 7- 8 تشرين الأول.

هكذا إذاً، كان أجدادنا يتهيأون للشتاء، وكذلك للصيف، مع حلول الخريف. ثمة من كان يلجأ إلى "تقنية الملح"، فيضعه على 12 ورقة توت أو في قطعة قماش تمثل أشهر السنة، ليتحسسه عند الفجر، فإذا كان رطباً فهذا يعني أن الشهر المرتبط بهذه الورقة سوف يكون ماطراً، والعكس صحيح. وثمة من ارتأى أسلوب المراقبة باعتباره أكثر دقة، لا بل أنه يخوّل تحديد الطقس في بداية الشهر كما في نهايته. وتعتمد هذه الطريقة مراقبة حركة الرياح وشدتها واتجاهها، والغيوم وكثافتها ولونها، ونسبة الرطوبة والندى... علماً أن كل يوم يمثل شهراً من السنة (مثلاً يقابل اليوم الأول من البواحير أي 15 أيلول شهر تشرين الاول، وهكذا دواليك).

وإن كانت حسابات البواحير بالتقويمين تتشابه أحياناً، لكنها أيضاً قد تختلف في أحيان أخرى، ويردد البعض أن البواحير الشرقية تصدق أكثر!

فما هي نتائج هذه الحسابات بالتقويمين الغربي والشرقي؟ وكيف سيكون شتاء 2016 وصيفه؟

اعتادت الستّ جندارك ابو حمد (ام جريس) من بلدة القليعة - قضاء مرجعيون مراقبة الطقس منذ نعومة أظافرها. عقدت صداقة مع الارض المحيطة بمنزلها، وكذلك مع السماء، ولا سيّما أنها لا تتكلّ على طريقة القياس بالملح، بل على ما ترصده من تغيّرات في الجوّ، على مدار ساعات اليوم. تقول في حديث لـ"لبنان24" إن طقس العام المقبل يختلف عن سلفه. هي تجري حسابات التقويم الغربي، وبحسب ما لمسته مؤخراً، فإن شتاء 2016 لن يكون قاسياً جداً، كما يتداول، إلا أن الصيف لن يكون حتماً مشتعلاً! تبدأ بالعدّ: "تشرين الاول مش كتار شوباتو... فيو رطوبة". والرطوبة بحسب "قاموس" إم جريس تعني هطولا للأمطار أو برداً.

تتابع:" تشرين الثاني رطب قليلا. كانون الأول متقلب، قد لا يكون ماطراً لكنه بارد. كانون الثاني ايضا متقلب". في شباط، لمست رطوبة وتحسست هبوب رياح شرقية وشمالية، ما يعني أنه سيحمل الأمطار. شهر نيسان كذلك سيكون ماطراً، إلا أن أيار لا يحمل رطوبة على عكس العام الفائت. في حزيران يكون الجوّ معتدلاً، لتحلّ المفاجأة في شهري الصيف: "تموز وآب حملا رياحًا باردة أكثر مما لمسته في حسابات كوانين". ماذا يقصد "ترموميتر" إم جريس؟ على الأرجح، لن يكون الصيف حاراً!

بدوره، ورث الأب ايلي خنيصر (الذي يهتمّ أيضاً بشؤون الطقس من الناحية العلمية) هذا التقليد عن ابيه وجدّه. يقول في حديث لـ "لبنان 24": "ليس بالضرورة أن أؤمن بها، لكنني أحبّ المحافظة عليها، ولا سيّما أن أسلافنا اعتمدوها قبل وجود الأقمار الصناعية والتحليلات المناخية، وغالباً ما كانت تصيب".

ويدأب الاب خنيصر على إجراء هذه الحسابات بحسب التقويم الشرقي، باعتماد أسلوب المراقبة أيضاً، وقد خصّ موقعنا بتفاصيل دقيقة أظهرتها هذه العملية الحسابية التي استعان بالرياح والمطر والرعد والرطوبة لإجرائها.

وإليكم هذه النشرة المفصلة:

- أيلول: صاف ومشمس

- تشرين الأول 2015: طقس لبنان غائم الى مشمس ودافئ تتخلله أيام ماطرة، شمسه بنسبة 85٪ وامطاره 15٪ نسبة الرعود: 7٪، الرياح قوتها في هذا الشهر بين 20 كلم و45 كلم كحد اقصى.

- تشرين الثاني 2015: طقس لبنان غائم ومشمس، حرارة خريفية، تتخلله أمطار وتراجع في درجات الحرارة، شمسه بنسبة 60٪ وامطاره 35٪ وثلوجه على الجبال العالية 5 ٪، تنقلب الرياح في اسبوعه الأخير الى باردة ما دون 10 درجات وتبدأ الرياح القطبية بالتسرّب نحو مناطق البحر الأسود والشرق الأوسط، نسبة الرعود: 25٪ وقوّة الرياح: 45 الى 75 كلم

- كانون الأول 2015: لبنان عرضة للتيارات القطبية وتمركز الأمطار والرياح القوية. المناطق الشمالية ستتأثر هذه السنة بالثلوج والجليد اكثر من غيرها( بسبب تمركز الأمطار فيها على حسب ما جاء في حسابات البواحير) الجبال الشمالية وعكار. شمسه بنسبة 15٪ وامطاره وثلوجه على الجبال 85٪ (الجبال العالية والمتوسطة الارتفاع). الرعود:70٪ والرياح 60 كم الى 90 كلم

- كانون الثاني 2016: شهر الرياح القطبية والثلوج بأغلبية ايامه، برودة قاسية غير متوقعة تشابه السنة الماضية. سيشابه لبنان المناطق القطبية مع الدول المجاورة. ايام امطاره وثلوجه بنسبة 95٪، ايام الصحو والشمس 5٪. تسيطر الرياح بنسبة 60 ٪ في هذا الشهر على مناطق الشرق الأوسط (75 إلى 100 كلم في الساعة)، نسبة الرعود: 65٪

- شباط 2016: قسمه الأول ماطر بامتياز، تمركُز للتيارات القطبية والصقيع القارس في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا ( على حسب توزيع الأمطار في ايام حسابات البواحير، وهذا يشمل ايضاً شهر كانون الثاني)، ثلوج شاملة بخاصة في المناطق الشمالية والبقاعية وستكون غزيرة، وامطار ساحلية. ايام الصحو والشمس 20٪ والأمطار والثلوج 80٪. الرعود: 55٪، قوة رياح هذا الشهر: 40 الى 100 كلم في الساعة قطبية شمالية- وجنوبية غربية

- آذار: 2016: القسم الأول منه ماطر وثلوج على الجبال.

برودة قاسية في قسمه الأول بسبب الرياح الشمالية القطبية، ينقلب الى معتدل في قسمه الأخير. امطاره: ٦٥٪ وثلوجه: ٤٠٪

شمسه: 35٪. قوّة الرياح في هذا الشهر 30 الى 90 كلم في الساعة. الرعود: 55٪

- نيسان 2016: مشمس يتخلل ايامه امطارا غزيرة في قسمه الأول. نسبة الصحو والشمس 80٪. نسبة الأمطار والغيوم 20٪. الرعود 15٪. رياحه: 30 الى 60 كلم

- ايار 2016: مشمس ومعتدل يتحول في قسمه الثاني الى حار وجاف قليل الأمطار في قسمه الأول وكثير الرياح، شمسه بنسبة 95٪ امطاره خفيفة 5٪، رياح بين 30 و55 كلم في الساعة

- حزيران 2016: جاف وحار ( وبحسب ما اوردت ايام البواحير الشرقية) يتحول الى بارد مع غيوم وضباب. ايام الصحو: 100٪. رياحه 5 الى 10 كلم في الساعة، حرارته مرتفعة تتحوّل في بعض الأيام الى باردة

- تموز 2016: هو اليوم الماطر بحسب البواحير، يعني سيكون معتدل الحرارة ، يسيطر عليه ضباب، شمسه بنسبة 100٪

- آب 2016: ماطر بحسب البواحير، هذا ما يشير الى صيف معتدل الحرارة ، شمسه بنسبة 100٪

هذه كانت بواحير العام، ليبقى انه "يلي عند الله مش عند حدا". وكلّ همّ اللبناني أن تحمل الطبيعة خيراتها دائماً، وأن تبقى الفصول اربعة، بجمال خصائصها وميزاتها.

  • » Home
  • » News
  • » حسابات البواحير أُنجزت: أي طقس ينتظرنا؟

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop