يعاني منه كثير من اللبنانيين شتاءً...العَفَن على الجدران يُهدّد الحياة!

يعاني منه كثير من اللبنانيين شتاءً...العَفَن على الجدران يُهدّد الحياة!

جنى جبّور

يعاني كثير من اللبنانيين في فصل الشتاء من حساسية العفن، لا سيما الذين يسكنون في المناطق الرطبة. فمع هطول الأمطار، نلاحظ غالباً بقعاً سوداء على الجدران، ونحاول التخلّص منها عن طريق دهنها. فهل هذه الطريقة صحيحة؟ وما هي الآثار السلبية لهذه الحالة على صحتنا؟

لكل فصل أمراضه، ففي الشتاء تكثر المشكلات الطبية التي تصاحب هذا الموسم، لا سيما أنّ هطول المطر والرطوبة التي تستقرّ على الجدران تسبّب أنواعاً شائعة من الحساسية التي تُعرف بحساسية العفن، ما يفسّر توجّه اللبنانيين الى عيادات المختصين للتخلص من هذه الحالة. في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» الاختصاصية في الحساسية والربو والمناعة، الحائزة على شهادة «American Board» في الحساسية والمناعة السريرية الدكتور كارلا عيراني التي قالت: «تعرف الحساسية على أنها ردة فعل مبالغ فيها من جهاز المناعة، وبالتالي عكس ما يشاع فهي لا تصنَّف أبداً أنها ضعف في المناعة.

أمّا العفن فيمكن ان يكون على هيئة عث، ويمكن ملاحظته بشكل خاص في الشتاء، من خلال البقع السوداء التي تبدو ظاهرة على الجدران. وتتعدد انواع العفن، الّا أنّ الاكثر تواجداً في لبنان في فصل الشتاء هي «Aspergillus» و«Cladosporium»، أمّا الـ «Altenaria» فيأتي مرافقاً للهواء حتّى في فصل الصيف. وبالنسبة للـ«Aspergillus»، فهو متواجد بشكل كبير في لبنان في الشتاء لا سيما في المناطق الرطبة حيث يأخذ مكاناً له بين الخزائن والجدران والشبابيك، ما يسبّب عند استنشاقه حساسية جدّية في الجهاز التنفسي».

فقدان حاسة الشم

تلعب الحساسية نسبة مهمة من الاصابات في هذا الفصل، فالسبب الاول للاصابة هو العثّ المنزلي ليتبعه العفن. وتقسم د. عيراني الحساسية الى نوعين: «الاول الذي يصيب الجيوب الانفية، ويتكون بسبب الحساسية على العفن. وعلى الاثر، تظهر على المصاب عوارض عدة أبرزها الالتهابات في الجيوب الانفية دون ارتفاع في الحرارة، افرازات سميكة باللون الاصفر والاخضر، احتقان مزمن، وفقدان حاسة الشم. أمّا النوع الثاني فيكون حساسية عادية تتسبّب بنوبات من الربو وتزيد في موسم الشتاء.

بالاضافة الى ذلك، تسبّب الحساسية التي تقتصر على العفن فقط، ضيقاً في النفس، وافرازات قوية ومزمنة وخروج الدم من الصدر عند السعال. وتجدر الاشارة، الى أنّه يمكن ان تكون الحساسية خطيرة عند اصحاب المناعة الضعيفة. من جهة أخرى، من الضروري استشارة الطبيب عندما تتكرر اصابة الشخص بالرشح اقله مرّة أو اثنين في الشهر الواحد، أو في حال عدم الشفاء من الرشح خلال 10 ايام من الاصابة، أو عند ملاحظة افرازات سميكة، أو في حال فقدان حاسة الشم. واشدّد على اهمية الابتعاد عن تناول ادوية الالتهابات عشوائياً في هذه الحالات، بل التوجه لنيل المساعدة الطبية من مختص أذن انف حنجرة او طبيب حساسية ومناعة، او طبيب رئة».

لقاحات ضد العفن

بهدف تأكيد الاصابة بحساسية العفن، يقوم الاختصاصي بفحص عبر الجلد اضافةً الى فحص للدم. وتشرح د. عيراني أنه «بعد التشخيص الصحيح، يُحدد العلاج بالنسبة للجيوب الانفية ويكون إما دوائياً أو آخر جراحياً. ولهذا الغرض، يقوم طبيب اذن انف حنجرة بالفحوصات بواسطة السكانر والمنظار، ليقرّر بعدهما اذا كانت الجراحة ضرورية لاسيما في حال عدم تجاوب المريض على العلاج الدوائي الذي يرتكز على الكورتيزون الموضعي عبر البخاخات وعلى ادوية الحساسية. في المقابل، يعتمد علاج الحساسية على مستوى الرئتين احياناً، على تنشّق الكورتيزون الموضوعي، دون اعطاء المريض حبوباً منه للحدّ من عوارضه الجانبية على المدى الطويل، ويغيب العلاج الجراحي بالنسبة للرئتين. وتوجد دراسات أُنجزت في هذا الاطار، حول الادوية المضادة للعفن لكنها ليست عميقة. أمّا بالنسبة لمدّة علاج الحساسية فهي 3 اشهر اقله. كذلك، يمكن البدء بالعلاج ضد الحساسية قبل الشتاء، وتوجد لقاحات مخصّصة للعفن ولكنها لا تكون فعالة عند الجميع، وهنا يأتي دور الاختصاصي في تحديد مَن تناسبه مثل هذه اللقاحات».

هكذا ينّظف العفن!

الاكثر عرضة للحساسية هم الذين لديهم استعداد للحساسية والذين يتعرضون الى العفن، كالعاملين في الطوابق السفلية التي تغيب عنها التهوئة وتملؤها الرطوبة. كما أنّ اهمال علاج هذه الحساسية يكون خطيراً بالنسبة لأصحاب المناعة الضعيفة، وتشير د. عيراني الى أنّ «عند الإهمال، تسبّب المضاعفات امتداد الالتهابات الى الانسجة المختلفة والغشاء، ويمكن أن تسبّب الانسداد المزمن للرئتين، كما يمكن أن تتحوّل الحساسية الى التهاب. واذا كان المصاب ذا مناعة ضعيفة، تهدّد الحساسية حياته، يينما اذا كان ذا صحة جيدّة واهمل اصابته، تؤثر على نوعية حياته، يصعب حينها علاجها. فكلما تحوّلت حالته الى مزمنة وسيطرت على الغشاء في الجيوب الانفية او الرئتين، كلما اصبح العلاج بواسطة الكورتيزيون الموضعي اصعب، وارتفعت الحاجة الى حبوب الكورتيزون والادوية الاكثر جدّية»، وشدّدت خاتمةً «على اهمية تنظيف العفن عن طريق «المطهر المبيض» والصابون اللذين يقتلانه، فمجرد دهن الحائط الرطب لا ينهي مشكلة العفن، اضافةً الى اهمية تهوئة المنزل.

ونذّكر دائماً بضرورة الابتعاد عن الإهمال، وزيارة الاختصاصي لعدم تصعيب العلاح والحدّ من المضاعفات».

الجمهورية

  • » Home
  • » News
  • » يعاني منه كثير من اللبنانيين شتاءً...العَفَن على الجدران يُهدّد الحياة!

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop