هنا لبنان ... أين التلفزيون الرسمي؟

هنا لبنان ... أين التلفزيون الرسمي؟

خاص "ليبانون نيوز" - جوني طانيوس

يجلس شاكر في كرسيه أمام شاشة التلفاز متأسفاً على ما بلغه "تلفزيون لبنان"، الشاشة الأحب إلى قلبه، من تراجع في الأداء وتدنٍ في المستوى وسوء الإدارة. وأسفه هذا لا ينبع فحسب من كونه – كما عدد كبير من اللبنانيين – شبَّ وشاب على مسلسلات وبرامج الشاشة الرسمية ونشرات أخبارها بل لأنه أيضاً فنى كمّـاً لا يُستهان به من سنوات عمره في هذا التلفزيون يعملُ مصورا.

وبحسرة، يتذكر شاكر الحرفية والمهنية والعطاء الكبير الذي كان يظلل مراحل تصوير المسلسلات، من تلك التي وقعها المخرج الراحل أنطوان ريمي وخاضت بطولة الأدوار فيها الكبيرة هند أبي اللمع إلى "العاصفة تهب مرتين"، الذي "كسَّر الدني" وفق تعبيره. يتوقفُ شاكر عند الدقة والموضوعية في نشرات الأخبار والرصانة في إدارة الحوارات في "أيام العز"، معدداً لائحة من الأسماء التي لمعت إنطلاقاً من إستوديو تلة الخياط وغيره من إستوديوهات المحطة. أما البرامج الثقافية والمنوعة، فكلها بدأت "من هون، من عنا" ... "كل النجوم والكبار إنطلقوا من هذا التلفزيون ومروا أمام عدساتنا"، يردف شاكر.

ويحاول المصور العتيق جاهداً أن يتذكر تاريخ دخوله إلى التلفزيون قبل أن يغادره، غداة إقفاله في شباط 2001، لكنه لا يفلح: "كانت الحرب الأهلية بلشت أو يمكن قبل بشوي وقتا فتت ع التلفزيون ... ما رجعت دعست بالتلفزيون من بعد ما سكروه ورجعوا فتحوه ... قصفولو عمرو للتلفزيون!". وكلام الموظف السابق في تلفزيون لبنان هذا يعبّر صراحةً عن واقع تعيشه الشاشة الرسمية منذ عشر سنوات تقريباً، وهي التي تحتاج نفضة كثُـر الحديث عنها في الفترة الماضية بعدما تم بيع قسم كبير من أرشيفها وتعطلت الكثير من معداتها وفعل الزمن فعله في مبانيها وإستوديوهاتها.

مجلس الإدارة عقبة ... والتطوير مؤجل!

تشير أوساط متابعة لواقع "تلفزيون لبنان" إلى أن النقطة الأساس في تحسين وضعه تكمن في تعيين رئيس جديد لمجلس إدارة التلفزيون بدلاً من الرئيس الحالي، الممدد له منذ عام 2000، ومن ثم تعيين مجلس إدارة جديد يمكنه النهوض بالشاشة الرسمية وإعادتها إلى الخريطة الإعلامية اللبنانية. ولكن قضية مجلس الإدارة الجديد مرتبطة بموضوع التعيينات ككل وثمة خلاف على طائفة الرئيس، إذ يعتبر الكاثوليك - ويدعمهم رئيس الجمهورية – أن المنصب من حصتهم في حين يرى الموارنة – ومعهم رئيس الحكومة وآخرون – أنهم المعنيون الأوائل والتاريخ يشهد على ذلك رغم أن شخصيات كاثوليكية إستلمت المركز، في الفترة الأخيرة.

ويقول وزير الإعلام السابق طارق متري في حديث لـ "ليبانون نيوز" تعليقاً على هذه المعلومات: "لا أعلم إذا كان الخلاف على هذه النقطة بالتحديد، ولكن إذا عمد زعماء الطوائف إلى تقاسم الحصص وجاؤوا برئيس جديد لمجلس الإدارة وبمجلس إدارة جديد بحسب أهوائهم ومصالحهم وإذا لم يقدموا المال اللازم، فكأننا لم نفعل شيئاً".

وبحسب معلومات موقع "ليبانون نيوز"، فإن رئيس الجمهورية متحمسٌ لرجل الأعمال طلال المقدسي فيما يميل رئيس تكتل التغيير والإصلاح لبيار رزق، إلى جانب إسم عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية جورج كلاس. وإذا كانت هذه الأسماء جميعها كاثوليكية، فرئيس الحكومة متحمس لماروني هو رفيق شلالا، مسؤول الإعلام في القصر الجمهوري في عهد الرئيس السابق إميل لحود، إضافةً إلى طرح إسم المدير السابق للوكالة الوطنية للإعلام أندريه قصاص.

ويشير الوزير السابق متري، في هذا السياق، إلى أنه عندما كان يتحدث داخل مجلس الوزراء عن ضرورة دعم التلفزيون الرسمي، كان زملاؤه يسألون عن جدوى هذا الأمر وعما إذا كان التلفزيون لا يزال موجوداً لأن أحداً لا يتابعه، لافتاً إلى أنه كان يحث الموظفين على ضرورة تطوير الأداء من أجل كسب الدعم والمساعدات من الحكومة، "والتلفزيون بالفعل تقدم وسجل تحسناً واضحاً"، وفق تعبيره.

وبكثير من الحماسة يتابع متري كلامه ويشير إلى أنه وضع - حينما كان وزيراً - خطة تفصيلية للنهوض بالمؤسسة من خلال أمريْن: تعيين مجلس إدارة جديد وزيادة مساهمة الدولة المالية، على الأقل في السنوات الثلاث الأولى. "وبما أن التعيينات لم تُـنجز في الحكومات التي شاركت فيها والموازنات لم تُقر"، يتابع متري، "لم نتمكن من تنفيذ هذه الخطة".

وبهدف الإطلاع على آخر ما آلت إليه الخطة الموعودة، حاول موقع "ليبانون نيوز" الإتصال بوزير الإعلام وليد الداعوق على هاتفه الخلوي مرات عدة، من خلال إتصالات مباشرة أو رسائل رسائل نصية، من دون أي جواب من جانبه. ولما حاولنا التواصل معه عبر مكتبه، كان السؤال عن جدوى اللقاء وهدفه ... وبقي الطلب من دون جواب لأسابيع عدة! وينتقد متابعون لقضايا الإعلام أداء الوزير المعني الذي أمضى – بحسب قولهم - وقتاً طويلاً داخل مبنى التلفزيون في تلة الخياط، حيث خُصص له مكتب، وإطلع مباشرةً على واقع الشاشة الرسمية وإستحصل على معلومات بشأن فساد إداري وبرامج يستفيد منها بعض المسؤولين مادياً، إضافةً إلى عمليات بيع الأرشيف وإستهتار في تطوير الأداء وتحسينه ... ولم يتمكن من تحقيق شيء.

في المقابل، يؤكد مقربون من الداعوق أن ثمة نية واضحة من قبل الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي للنهوض بتلفزيون لبنان في المرحلة المقبلة ومنحه كل الدعم اللازم. وإذ يجدد هؤلاء التشديد على أن الأمر ليس بيد وزير الإعلام بل مرهون بإنجاز التعيينات وتقديم المال المنتظر، يشيرون إلى وجود بشائر إيجابية ستظهر قريباً وإلى إجتماعات تعقد في مكاتب التلفزيون لتطوير العمل وتحسين الأجور وتطوير المؤسسة تقنياً ومن خلال العناصر العاملين.

http://www.lebanonnews.com/details/29991/26

  • » Home
  • » News
  • » هنا لبنان ... أين التلفزيون الرسمي؟

SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...
Shop