لم تكتمل فرحة الزوجين بنزهتهما التي إنطلقت من خلدة باتجاه الساحل الجنوبي، فسرعان ما أفسدتها عصابة من اللصوص، إقتنصت فرصة نزول الزوج لشراء ساندويتشين، وإنقضّت على زوجته التي بقيت تنتظره في السيارة، فسلبا حقيبتها الممتلئة بالدولارات.
فصول الحادث، بدأت مع مرافقة السيّدة "وسام. أ" لزوجها "حسن. ط" في نزهة، رسما خريطتها لتشمل الساحل الجنوبي بكل محطاته، فكانت محطته الأولى في منطقة خلدة، ركن الرجل سيّارته أمام أحد المطاعم وترجّل لشراء الطعام له ولزوجته، فيما بقيت الزوجة لوحدها في السيّارة .
ويبدو أن عصابة من اللصوص كانت تراقب أصحاب السيارات الفارهة لاصطيادهم بخفتها المعهودة، ما إن ولج الرجل الباب الزجاجي للمطعم، إقترب من السيارة شخصان مجهولان، وأقدما على نشل حقيبة الزوجة، وتواريا عن الأنظار بعد أن اقدم أحدهما على إقفال باب السيّارة عليها.
سارع رفيقا العمر والرحلة، إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية بالأمر، فقام عناصر مكتب حوادث بعبدا برفع البصمات عن باب السيّارة، فتبيّن أنّها مطابقة لبصمات المدعو "محمد. م" (28 عاما)، فيما أفادت "وسام" أنّ حقيبتها كانت تحتوي على 16 ألف دولار أميركي، إضافة إلى مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية وعدد من الأوراق الثبوتية وبطاقات مصرفية.
بعد أسبوع من الحادث وبعد تحريات مكثّفة عن مكان وجود "محمّد.م"، جرى توقيفه في محلّة الشويفات، وضبط معه مسدس حربي غير مرخص وقطعتان من حشيشة الكيف، ثمّ أوقفت "غسّان.م" الذي اعترف باشتراكه بنشل حقيبة السيّدة، وأفادا أنّهما عثرا داخل الحقيبة على مبلغ 8000 دولار أميركي، تقاسماه مناصفة، فيما اعترف "محمّد" بتعاطي مادة الحشيشة وبشرائها من المدعو "عدنان.ك" وبتعاطي السيمو وشرائه من "علي.ص" وأقرّ "غسّان" بتعاطي الكوكايين وشرائها من "نور.م".
بمراجعة ملفات مكتب مكافحة المخدّرات المركزي، تبيّن أنّ "عدنان.ك" هو "عدنان .ب" (28 عاما) ويوجد بحقّه 5 أسبقيات بجرم تعاطي المخدّرات وترويجها وهو مطلوب، وأنّ "علي.ص" (36 عاما) بحقّه 12 أسبقيّة بجرم ترويج مخدّرات وسيمو وهو متوارٍ عن الأنظار.
وأمام المحكمة إعترف "علي.ص" و" عدنان.ب" بصحّة ما أسند إليهما كما اعترف "غسان.م" و" محمّد.م" بإشتراكهما في نشل حقيبة السيدة "وسام" وبتعاطي المخدرات.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود ، قرّرت فصل ملف المخدرات عن النشل، وأنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤبّدة بالمتهمين بترويج المخدرات "عدنان" و"علي" وأبدلت العقوبة بحقهما بالأشغال الشاقة المؤقتة مدّة خمس سنوات مع غرامة 5 ملايين ليرة، فيما يُحاكم المتهمين بالنشل في ملف منفصل.