Homepage »     Skip page »

هل تشعرين بأنّ الإثنين أكثرُ الأيّام تعباً؟

إنه صباح الإثنين، التعب الشديد يكبّلكم، وتسكنكم الرغبة بعدم العمل والحاجة إلى عدم النهوض من الفراش حتّى؟ تذهبون إلى العمل مرغمين، تجلسون على الكرسي والإحساس بالروتين يشلّ حياتكم بينما الاشمئزاز من بدء أسبوع لا يترك مكاناً لأيِّ رغبة في الإنجاز.

يسود اعتقاد بأنّ عطلة نهاية الأسبوع، تشرّجنا طاقةً وراحةً لنتمكن من الانطلاق مجدداً في أسبوع مهني جديد مفعمين بالنشاط. لكن، هذا الاعتقاد لا ينطبق على عدد كبير من الموظفين بل العكس، يعودون الإثنين إلى المكتب مثقلين بتعب شديد.

لستم وحدكم

أثبتت دراسة بريطانية أنّ الإثنين غالباً ما يكون اليوم الأقل إنتاجية بالنسبة للموظفين، إذ يعود 50 في المئة منهم مرهقين بعد عطلة نهاية الأسبوع وقلقين بشأن انطلاق أسبوع جديد مثقلاً بالمسؤوليات والأعمال المتراكمة. هذا الوضع النفسي السيّئ يؤثر سلباً على عمل الموظف وإنتاجيّته، فتتراكم الأعمال أكثر فأكثر عليه ويدخل في حلقة مفرغة من اليأس والتوتر والقلق وضرورة الإنجاز في ظلّ شعوره بالكآبة والعجز.

الأسباب

إنّ تواصل التوتر والضغط في العمل وقضاء عطلة نهاية أسبوع مكتظة بالأعمال وبعيدة من الاسترخاء والراحة، تعيد العامل مرهقاً مدمَّراً يوم الإثنين.

مسؤوليات المنزل

بعض الموظفين ترهقهم الأعمال المنزلية المتراكمة خلال أيام الأسبوع الضاغط في العمل فيمضون العطلة بإنجاز هذه المهام الواحدة تلو الأخرى، إلى أن يحين وقت النوم للعودة إلى المكتب صباح يوم الإثنبن.

الترفيه المُتعب والجميل

غيرهم، يختار القيام بمشاريع ترفيهية مرهقة. هذا فضلاً عن أنّ الشخص الذي أمضى عطلة ترفيهية فقصد إحدى المناطق الجميلة للاستمتاع بجمال الطبيعة مثلاً، ربما لن يعود بحماسة إلى العمل لتحمّل الروتين المهني في المكتب، إذ سيسيطر عليه مزاجُ العطلة لساعاتٍ أو أيامٍ.

ويؤكّد "سعيد" 35 عاماً أنه يحتاج بعد العطلة لوقت يعادلها مدةً ليعود للتأقلم مع عمله. ويوضح: "إذا ما قضيت العطلة في السفر أو في القيام بنشاطات عدة ترهقني، ومنها مثلاً الذهاب إلى مكان بعيد للاستمتاع بالطبيعة مع الأصدقاء فلا أستطيع أن أسترجع نمط العمل بسرعة إذ تكبّلني العودة إلى المكتب وكأنني أدخل السجن وتتعب نفسيّتي".

العمل من البيت

في المقابل، يقع بعض الموظفين ضحيّة إنجاز المهام المهنية والمكتبية في المنزل. فبفعل التطوّر التكنولوجي تلاحق المسؤوليات الإنسان أينما كان. ها هي سيلفيا (40 عاماً) تستمتع بعطلتها مع عائلة حين تلقّت اتصالاً من مديرها في العمل يطلب منها إنجاز مهام إضافية خلال عطلتها.

وتلك هناء (50 عاماً)، يراكم مديرها على مكتبها يومياً وابلاً من الملفات طالباً أن تسلّمَه العمل يوم الإثنين، فتضطر إلى حمله لإنجازه في البيت خلال عطلة نهاية الأسبوع إذ يستحيل إتمام كل هذا العمل خلال الدوام فقط.

وبحسب الدراسة يمضي نصف الموظفين 3 ساعات في العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر الرد على بريد إلكتروني أو اتّصالات من العمل.

وفي النتيجة، يشعر 57 في المئة من العمال بالتعصيب والتوتر خلال يوم العطلة.

الترفيه في العطلة ضروري

من جهتها، تؤكد المتخصّصة البريطانية في علم النفس أنّ الناس بحاجة لعطلة نهاية الأسبوع ليستريحوا ويبتعدوا عن إرهاق العمل، فيعودون بنشاط أكبر يوم الاثنين. إذاً الاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع أساسية لعدم تسميم حياتكم لأنّ التوتّر المفرط لا يهدّد سلامتكم النفسيّة وحسب بل علاقاتكم مع أفراد أسرتكم وزملائكم وأصدقائكم.

(سابين الحاج - الجمهورية)

Homepage »     Skip page »