Homepage »     Skip page »

لتخطّي آثار الإنفصال... إليكم هذه النصائح

يؤدي الانفصال العاطفي من طلاق بعد زواج، أو فسخ العلاقة مع الحبيب إلى اكتئاب مرحلي، يدفع صاحبه إلى حافة الألم، والخوف، ونقص الثقة بالنفس، والفراغ وحتّى الضياع.

تختلف فترة تخطّي هذه الحالة بين شخص وآخر، حسب مدة العلاقة، ومستوى تعلّق الحبيبين ببعضهما البعض، ومدى حساسية الفرد، وإذا ما كان اتخذ قرار الانفصال بنفسه أم أنّ هذا القرار صدر من شريكه.

حداد محدود

بهدف حصر مدّة تخطّي فشل الحب بوقت معيّن، حاولت دراسة نشرتها مجلةJournal of Positive Psychology تحديد الوقت الذي يستغرقة الأفراد إجمالاً لطيّ الصفحة بعد انفصال عاطفي. هذه الدراسة تُطمئن مَن يمرّون بهذه التجربة، إذ توضح أنّ تخطي آثار الانفصال لا يستغرق وقتاً واهياً وليس مستحيلاً كما يعتقد بعض المنفصلين حديثاً. شملت الدراسة 155 شخصاً مرّوا بهذه التجربة.

وأظهرت النتائج أنّ 71 في المئة من هؤلاء الشبان والشابات احتاج إلى حوالى 11 أسبوعاً لتخطي آلام الانفصال، أي ما يقارب الثلاثة أشهر ليتخلص المرء من التفكير بالشريك السابق طوال الوقت، ويبدأ برؤية إيجابيات حياته أكان هو مَن اتّخذ قرار الرحيل أو شريكه.

طبعاً هذه المهلة هي معدّل تقريبي، فالبعض يحتاج إلى وقت أطول بكثير وآخرون إلى وقت أقل من ذلك. علماً أنه حتّى لو لم يكن الشخص قد شفي تماماً من آلام الحب، إلّا أنه بمرور 3 أشهر على نهاية العلاقة يكون قد تخطى المرحلة الأصعب وبدأ طيَّ الصفحة، والتأقلم واستعادة الفرح والاستمتاع بطعم الحياة دون الشريك، وانتظار حب جديد يطرق باب حياته. فوحده الوقت يداوي الجروح.

بعض النصائح

في سبيل التخلّص من آلام الانفصال بأسرع وقت ممكن تقدم المتخصّصة في علم النفس، الفرنسية ليزا ليتيسييه نصائح للمنفصلين عن شريكهم حديثاً، أبرزها، أن يقطعوا قنوات الاتصال به، وإلّا احتاجوا إلى وقت أكبر لتخطّي ألمهم. وتوصي ليتيسييه بوضع كل الأغراض التي تذكّر بالحبيب السابق في علبة وتركها بعيداً من الأنظار، فيقرّر الشخص لاحقاً عندما يصير أكثر ثباتاً معنوياً، ماذا يفعل بهذه الأشياء.

يُذكر أنه عندما لا يفهم الشخص لماذا انتهت العلاقة تكون فترة حداده عليها أكثر صعوبة، وخصوصاً إذا تركه حبيبه بقسوة أو دون تقديم أيّ تفسيرات. في هذه الحال يسأل المنفصلون أنفسهم العديد من الأسئلة التي تسكن رؤوسهم مثل: «لماذا لم تستمر العلاقة؟»، «لماذا تركني؟».

يجب أن يستوعب كل شخص أنّ التفسيرات ربّما لن تأتي من الطرف الآخر الذي فضّل الرحيل بصمت، وأنه يمكن أن نبحث عن الإجابات بأنفسنا، فإيجادها قد يُخرجنا من تكرار أخطائنا ويساعدنا على التنبّه إلى أخطاء الشريك المحتمل في المستقبل.

يؤدي التكرار العاطفي عاملاً مدمّراً في حياة الأفراد. فصحيح أنّ الجميع يحمل «عقداً نفسيّة» جراء مواقف عاشها أو مصاعب تعرض لها في الماضي، ولكن من المهم التنبّه إليها لكي لا تؤثر في حياتنا، فيتكرّر سيناريو الفشل في كل العلاقات التي نقيمها، وللأسباب نفسها التي تُبعد الآخرين عنا.

في المقابل يكون الانفصال مثمراً لو جعل المرء يدرك نقاط ضعفه وما يغيظ الآخرين فيه. تشابه القصص العاطفية في حياتنا وأسباب الانفصال، ربما يشيران إلى مشكلة متجذّرة فينا منذ الطفولة.

ولأنّ المنفصلين حديثاً يميلون إلى تقديس العلاقة التي انتهت، ويدفعهم الحنين إلى تذكّر كل ما كان جميلاً خلالها، لا يَغِب عن بالكم أنها لو كانت مثالية فعلاً لما انتهت.

وغالباً ما يسعى المنفصلون حديثاً إلى إيجاد أيّ حبيب بديل يخفّف وجوده من آلام الفقد ووطأة الوحدة. ولكن تذكروا أهمية أن تداووا أنفسكم من العلاقة التي ماتت قبل الشروع في خوض علاقة أخرى. فمن الصعب بناء علاقة جديدة بينما لانزال نفكر بالعلاقة الماضية، ونحلّل أسباب فشلها ورحيل الشريك.

وتذكّروا أنّ الانتقام من حبيب رحل ربّما يهدر وقتكم في التخطيط، بدل استثمار هذا الوقت لعيش الحداد عليه وتخطي آثار حبٍّ فانٍ. لذا يُفضّل أن تتصالحوا مع أنفسكم وتصفحوا عن الماضي لتتقدّموا في الحياة.

سابين الحاج - جريدة الجمهورية

Homepage »     Skip page »